مراحل تراجع غابات الصنوبر البروتي في سورية وشرق المتوسط
ذكرنا فيما سلف إن اغلب الغابات الطبيعية في سوريا ولبنان هي غابات للصنوبر البروتي حيث يشكل القسم الأغلب فيها .
آ- مرحلة الغابة الأصلية
وتتميز غابات الصنوبر البروتي بالصفات التالية :
أ- من الناحية النباتية : تتميز غابات الصنوبر البروتي بوجود أربع طبقات نباتية هي :
1- طبقة الأشجار : وتتألف هذه الطبقة بشكل رئيسي من(90%) من أشجار الصنوبر البروتي وهي طبقة نقية وذلك إذا كانت التربة التي تنمو عليها ناشئة على صخور من نوع بيريروتيت بيرو كسينية أو سربنتين أو مارن وهذا التركيب من مستوى سطح البحر حتى مناطق مرتفعة ، أما السفوح الرطبة الباردة الغربية والشمالية الغربية فان الصنوبر يختلط مع السنديان شبه العذري وذلك في منطقة الفرنلق .
2- طبقة الجنبات والجنيبات :
و تتألف هذه الطبقة من
البطم الفلسطيني Pistacia palaestina ، الاصطرك Styrax officinale
البقص Rhus cotinus السنديان العادي Quercus calliprinos
السنديان البلوطي ( البلوط ) Quercus infectoria الزرود PHillyrrea latifolia
الشربين Juniperus oxycedrus القطلب Arbutus andrachne
أما إذا ظهرت فجوات في الطبقات العليا التي تسبب زيادة في وصول الأشعة الشمسية إلى ارض الغابة فستزداد نسبة هذه الأصناف وتظهر أصناف جديدة بكميات قليلة ومنها :
الرميميم Fontanesia phillyreoides السويد Rhamnus palaestina
الآس Myrtus communis السدر Paliurus aculeatus
و القريضة بنوعيها البيضاء والوبرية Cistus . sp ، و الجربان والعجرم .
ب- من ناحية التربة :
تحت غابة الصنوبر البروتي الأصلية تجد تربة بنية متوسطية تتمز بما يلي :
- طبقة دبال سطحي A0 تتراوح سماكتها من 2 -3 سم .
- طبقة A1 سوداء وغنية بالمادة الدبالية ( 4.5% ) ذات بنية جيدة تسهل التغذية المائية والمعدنية .
- PH يتراوح بين 6 – 7.5 ينخفض أحيانا إلى تحت 7 في المناطق المرتفعة .
- عمق التربة الكلي ما بين 30-80 سم
- مركب الامتصاص مشبع بالقواعد ولا سيما المغنيزيوم في الترب الناشئة على البيريدتيت والسربنتين . والكالسيوم إذا كانت التربة ناشئة على المارن و الكلس المارني .
ب- مرحلة الماكي :
أن الماكي هو المرحلة التي تأتي بعد مرحلة غابة الصنوبر البروتي الأصلية .
وتتميز هذه المرحلة من الناحية النباتية بوجود عدد كبير من الأصناف الحراجية ذات الأوراق العريضة التي تؤلف القسم الرئيسي من الغابة وزوال الصنوبر بشكل تقريبي أو تام .
أما من ناحية الكثافة فتتداخل أغصان الأشجار مع بعضها لدرجة انه يصعب اختراقها .
أما التربة فتكون أقل عمقا وأفقر بالمادة الدبالية وبالتالي تضعف قدرتها على الاحتفاظ بالماء وعلى تامين التغذية المائية المعدنية .
وفي مرحلة الماكي لا نلاحظ إلا طبقة واحدة تماما من جنبات وجنيبات قصيرة جفافية نذكر منها :
السنديان العادي - البطم الفلسطيني – الاصطرك - القطلب – الرميميم – الشربين – الآس – الجربان القريضة بنوعيها الوبرية والبيضاء .
أن التركيب النباتي للماكي ( أصناف شوكيه و ذات أوراق جلدية ) يدل على الجفاف النسبي للتربة والمنطقة مقارنة مع الغابة الأصلية ، ولكن الأصناف الشوكية اقل بكثير من ذات الأوراق الجلدية .
وهناك طبقة أعشاب تتحمل الجفاف .
ج- المرحلة الانتقالية بين الغابة الأصلية و الماكي :
بين مرحلة الغابة الأصلية للصنوبر ومرحلة الماكي توجد مرحلة انتقالية تتميز بانخفاض عدد أشجار الصنوبر ، حيث الطبقة العلوية لم تعد تتألف إلا من عدد قليل من أشجار الصنوبر ، أما طبقة تحت الغابة فإنها تنمو كثيرا ، كما تظهر أصناف جديدة تتحمل الضوء الشديد وجفاف التربة مثل السويد والجربان إضافة إلى السنديان العادي و البقص و البطم و الزرود ، حيث كلما قل عدد أشجار الصنوبر في الهكتار زادت طبقة نباتات تحت الغابة واقتربنا من مرحلة الماكي .
في هذه المرحلة الانتقالية يوجد أمل كبير لإعادة غابة الصنوبر البروتي الأصلية لأن التربة والمناخ الموضعي لا يزالان في بدايتهما .
د- مرحلة النباتات الشوكية :
في هذه المرحلة تزداد النباتات الشوكية و تظهر نباتات أخرى تتحمل الجفاف أكثر فأكثر وخاصة جفاف التربة الذي أصبح كبيرا بسبب قلة الغطاء النباتي والتعرض المباشر لأشعة الشمس والرياح التي تزيد من سرعة تبخر المياه وتؤدي إلى زوال المادة الدبالية ، كما تعرضها للعواصف والأمطار الشديدة التي تسبب انجراف حبيبات التربة بشكل تدريجي .
وبذلك تصبح صفات التربة وخاصة الفيزيائية تشكل وسط جاف لا يلاءم إلا نمو نباتات تتحمل العطش وتقاوم التبخر لذلك نرى غزو ارض الغابة بالأصناف الشوكية مثل الجربان – والسويد – والشويك – القريضة، والتي تغطي القسم الأكبر من أرض الغابة .
كما يظهر نبات البلان الشوكي Poterium spinosum الذي يدل على جفاف كبير للتربة وهذا دليل على تدهور كبير في الغابة ، كما يصادف في هذه المرحلة السنديان العادي و البطم و الزرود و الاصطرك و الآس ولكن بكميات قليلة وفي حالة ضعيفة من النمو .
هـ - مرحلة البلان الشوكي Poterium spinosum Stade a
تمثل مرحلة البلان الشوكي مرحلة متقدمة جدا في تراجع غابة الصنوبر ، و البلان نبات شوكي قصير يتراوح طوله من 10- 30سم وشكله نصف كروي ، وهو يأخذ هذا الشكل ليقاوم جفاف التربة .
وفي هذه المرحلة تكون التربة قد انجرفت تماما وأحيانا تظهر الصخرة الأم ، أي أن التربة تكون قد فقدت معظم العناصر التي تختزن الماء ، لدرجة إنها لا تمتص مياه الأمطار بل إن هذه المياه تسيل دون أن تختزن داخل التربة . ومما يساعد على هذا الانسيال السطحي والانجراف هو وجود غطاء نباتي خفيف مؤلف من البلان الشوكي بشك رئيسي والجربان والشويك والخزامى وكلها أصناف تتحمل البيئة الجافة المحلية تماما . وعلى الرغم من إن هذه النباتات لا تحمي التربة كثيرا من الانجراف إلا أنها تقلل من حدة الانجراف ويجب المحافظة عليها وعد اقتلاعها أبدا .
و- مرحلة العيصلان والنجيليات الجفافية
وهي أخر مرحلة من مراحل تدهور غابة الصنوبر البروتي وتتميز بتربة شديدة التدهور وعديمة الدبال وكثيرة الجفاف أما النباتات السائدة فهي العيصلان الصغير الثمار Asphodelus microcarpus وثمة نبات نجيلي جفافي أخر هو Hyparrhenia hita
عن الصنوبر البروتي وغاباته في سورية وبلاد شرق المتوسط لـ ا.د إبراهيم نحال
http://www.alkherat.com/vb/showthread.php?t=7443